U3F1ZWV6ZTM5ODc4MDMzOTI4ODg2X0ZyZWUyNTE1ODUxMjA5MDI5Ng==

العلاقة بين ضباط الشرطة والمحامي في عام 1972


العلاقة بين ضباط الشرطة والمحامي في عام 1972

استهــــــــــــــــلال:

يٌعد من أكثر الشخصيات التي تعامل معها أغلب صناع السينما المصرية هي شخصية المحامي.
نادراً ما تجد مخرج أو سيناريست لم يقدم شخصية المحامي في فيلم من أفلامه، ونعتقد أن ذلك بسبب أنها شخصية غنية
بالتفاصيل و تعتبر عامل مشترك  في كثير من نواحي الحياة.


كيف تعامل صناع السينما مع شخصية المحامي وكيف اختلفت نظرتهم لهذه الشخصية بمرور الوقت؟

قدم صناع السينما المصرية شخصية المحامي بصور عديدة تختلف حسب حبكة الفيلم وأيضاً حسب الفترة الزمنية التي يتم بها المونتاج.

في الماضي لم يكن مقبولاً أن يكون المحامي رجل فاسد لأنه أولاً وأخيراً هو رجل قانون وهذا هو السبب في ظهور المحامي في أغلب الأفلام القديمة بصورة طيبة فهو رجل المبادئ الذي يدافع عن المظلومين  وينصر الحق ويحقق العدالة وكانت شخصيته عاقلة متزنة ينظر للأمور بنظرة راجحة وغالباً ما يكون ذكياً فطناً خلوقاً قادراً على استنتاج الحلول من أغلب المشاكل.

ولكن مع مرور الوقت، تغيرت الثوابت وأصبحنا نرى المحامي في الأفلام متمثلاً في شخص فاسد، إنتهازي، يستغل ثغرات القانون والظروف المعينة لتسيير أمور غير مشروعة وغالباً ما يساند الفاسدين وهذا بالضبط عكس الصورة التي كانت موجودة من قبل.

الفنان زكي رستم كان من أوائل الذين جسدوا شخصية المحامي في فيلم هذا جناه أبي للمخرج هنري بركات إنتاج عام 1945 وله مرافعة في المحكمة بلغة فصيحة بليغة، فهذا ما كانت عليه صورة المحامي وقتها، فالسينما دائماً ما تكون مرآة المجتمع تعكس واقع وحياة الناس في شكل عمل سينمائي.
الفنانة مديحة يسري كانت من أوائل الذين جسدوا شخصية المحامية في فيلم الأفوكاتو مديحة إخراج يوسف وهبي إنتاج عام 1950 وكان الفيلم بيعالج بداية عمل المرأة في مجال المحاماة وفي دور مشابه قدمت الفنانة فاتن حمامة في فيلم الأستاذة فاطمة إخراج فطين عبد الوهاب إنتاج عام 1952.
الفنان فريد شوقي  قدم شخصية المحامي طالب الشهرة في فيلم المغامرة الكبرى للمخرج محمود فريد عام 1964، وفي فيلم كلمة شرف للمخرج حسام الدين مصطفى إنتاج عام 1973 قدم شخصية المحامي الناجح والذي له مكانته في المجتمع، وإن كانت الظروف والأحداث دفعته للتحول إلى تغيير مجرى حياته إلى مسجون مشاغب دائم الهرب ولكنه في النهاية إلتزم بكلمة الشرف مع المأمور الذي ساعده في حل مشكلته وكونه أولاً وأخيراً رجل قانون.

أعقب هؤلاء الفنانون كثير من الأسماء اللامعة في سماء الفن وغيرهم ممن جسدوا شخصية المحامي ولكن كما ذكرنا مع مرور الوقت تغيرت نظرة صناع السينما لهذه الشخصية فمن المحامي صاحب الرسالة والمبادئ والأخلاق الرفيعة والذي يتحلى باحترام الناس ويحظى بثقتهم صاحب المكانة العالية في المجتمع إلى المحامي الفاسد الذي يسلك الطرق الملتوية لتحقيق أغراض غير مشروعة ويتخلى عن مبادئه إن كانت لديه مبادئ أصلاً ويساند المجرمين، ونرى أن ذلك نابع من ظروف المجتمع المتغيرة من الأخلاق إلى اللاأخلاق وأيضاً نابع من سياسات الدولة ككل والتي أثرت على التعليم وبالتبعية أثرت على مهنة المحاماة، فبعدما كانوا -حقوقيون وقانونيون- رؤوساء نظارات ووزراء ومتصدري المشهد السياسي وكتاب وأدباء ومفكرين قبل ثورة 1919 وما بعدها  بتنا نرى نماذج للمحامي في السينما المصرية وفي الواقع للأسف أبعد ما يكون،.... في الحقيقة بعيد كل البعد تماماً عن ما كان عليه المحامي سابقاً الذي كان يحظى باحترام الجميع وعلى وجه الخصوص من قبل كل من: المجتمع ووزاتي الداخلية والعدل.

العلاقة بين ضباط الشرطة والمحامي في عام 1972

في فيلم كلمة شرف المعروض سنة 1973م. أظهر صناع السينما لنا نموذجاً عَكَسَ ما كان عليه المحامي في ذلك الوقت من علم وفصاحة وبلاغة وخلق ومبادئ واحترام وشرف وأمانة.
كانت العلاقة بين ضباط الشرطة بمختلف رتبهم وطلاب كلية الشرطة أيضاً التي صورها لنا صناع السينما في الفيلم علاقة احترام ومودة وعظيم التقدير للمحامي في هذه الفترة.


مقطع الفيديو التالي من فيلم كلمة شرف يظهر لنا أربعة مواقف للفنان فريد شوقي ممثلاً دور الأستاذ سالم أبو النجا المحامي:
1.    الموقف الأول:
يظهر الأستاذ سالم أبو النجا المحامي في قاعة محاضرات يلقي محاضرته على مسامع طلابه من كلية الشرطة.
فكان لهم المعلم وكانوا تلامذته الذين تلقوا العلم القانوني على يديه، وعندما أراد أحدهم سؤاله بخصوص المحاضرة، فرفع يده حتى أذن له وسبق حديثه بتبجيل معلمه المحامي بقوله: "سيادتكم"
2.    الموقف الثاني:
يذهب الأستاذ سالم المحامي إلى قسم الشرطة ليضمن أخ زوجته وزميله "مشكو في حقهما" وعندما يلمحه من بعيد الضابط النوبتجي -بدرجة نقيب شرطة- يدخل القسم قبل أن يصل إليه بالنوبتجية يقف إليه احتراماً ويحييه ويسلم عليه بحراره ويخرج ومعه المشكو في حقهما.
3.    الموقف الثالث:
يدخل الأستاذ سالم المحامي السجن ظلماً إلى أن يٌفاجأ بذلك ضابط شرطة بالسجن -ملازم أول- كان يوماً أحد طلابه وينظر إليها نظرة تحمل معاني كثيرة، ويعتصره الألم لما ألم بأستاذه الذي يقدره ويحترمه.
4.    الموقف الرابع:
يستضيف مأمور السجن -برتبة عميد شرطة- الأستاذ سالم المحامي بمكتبه ويبدأ بتحيته ويعرض عليه أن ينصت إليه كصديق وعلى مدار الحديث ومأمور السجن لم ينطق اسم الأستاذ سالم بدون أن يسبقه بلقبه "أستاذ" وينتهي الموقف باعطائه كلمة شرف.  


شاهدوا لتعرفوا كيف كان المحامي في عام 1972؟
أمعنوا النظر ودققوا الملاحظة في كل موقف لتعرفوا قيمة المحامي آنذاك!
أتمنى لكم مشاهدة طيبة.
المصدر:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق