U3F1ZWV6ZTM5ODc4MDMzOTI4ODg2X0ZyZWUyNTE1ODUxMjA5MDI5Ng==

وأن ما تسعى إليه يسعى إليك


وأن ما تسعى إليه يسعى إليك
What You Seek Is Seeking You



جلال الدين الرومي شاعر فارسي، ومعلم روحي، كما يعتبر الشاعر الذي حقق أكثر نسبة مبيعات في الولايات المتحدة.


من الحكم التي قالها جلال الدين الرومي: وأن ما تسعى إليه يسعى إليك






لطالما استوقفتني هذه العبارة في كل حدث وموقف أتعرض له ويحدث معي بمناسبة العبارة سالفة الذكر.


في بداية الأمر كانت بالنسبة لي من ناحية الشكل: " وأن ما نسعى إليه يسعى إليك " لم تكن سوى عبارة محفزة تدوي مسامع المستمسكين بالأمل، الحالمين والمكافحين الذين يتعلقون بالعبارات الرنانة التي تساعدهم على الاستمرار، السعي والمثابرة ولي مع مصطلح السعي على وجه التحديد ما يكفي لكتابة قصة قصيرة، إلا أنني مؤخراً ومن ناحية الموضوع: تيقنت من فحوى العبارة فأحسبها كالسحر؛ فهي تصف حقيقة ما يحدث معك عندما تفكر في شئ وتنتوي وتعزم على القدوم نحو أولى خطواته فلا تلبث إلا أن تجد باقي الخطوات تأتي إليك مرغمة لتساعدك على تحقيق ما انتويت وعزمت عمله، فأنا أصف هذه العملية كالمغناطيس الذي يجلب إليك كل ما هو ممغنط (يُراجع في ذلك كتاب قانون الجذب).

بمناسبة انضمامي لمجموعة تدعى جروب أنشطة هلال الجيزة على الواتس آب، أضافني زميل لعدة مجموعات أخرى من ضمن أنشطتها الاعلان عن التدريب والمنح والدورات التدريبية ومنذ فترة ليست باليسيرة، طالعت إعلاناً لدورة عامة عن الملكية الفكرية ينتهي التسجيل بها قريباً فهي دورة تدريبية عبر الانترنت من خلال موقع الويبو WIPO المنظمة العالمية للملكية الفكرية، على الفور قمت بالتسجيل وبعدها طالعت موقع المنظمة وعرفت معلومات أكثر وظللت لبرهة أفكر في الملكية الفكرية؛ إلى ماذا يمكن أن تقودني؟ وانتهيت إلى أنها المجال القادم الآخذ في الانتشار مجاراة بريادة الأعمال وتأسيس الشركات فيخدم مجال الملكية الفكرية كل صاحب علامة تجارية، حق أدبي، صاحب فكرة، عمل، صورة، اسم أو اختراع ....الخ، وبمناسبة المجال الحالي الداعم للاستثمار حيث يقع من ضمن أهداف التنمية المستدامة فبالتالي لا بد معه من صعود لمؤشر أعمال الملكية الفكرية بمحاذاة مؤشر الاستثمار، فكل صاحب فكرة، مشروع، حق أو شركة لا بد وأن يطلب حفظ وتسجيل علامته أو فكرته...الخ، فتشجعت كثيرا بعد هذا الحديث الشيق الذي دار بيني ونفسي، فالتزمت بالدورة وقرأت محتوياتها وفي نفس الوقت كان لدي كتاب بعنوان Intellectual Property, Principles and Practice فطالعته وشرعت في قراءته.

بعدها بيومين تلقيتُ اتصالا من شركة محاماة مرموقة السمعة تعمل في مجال الملكية الفكرية يعرضون علي مقابلة شخصية للعمل كمحامي قضايا الملكية الفكرية كنت قد قمت بالتقدم إليهم مسبقاً عن طريق موقع وظف WUZUFF لوظيفة محام IP، بالرغم من عدم اتفاقي والشركة خصوصاً بعد المقابلة الثانية -التي اهتم مجريها بسؤالي عن توجهاتي السياسية وأرائي عن مجريات الأمور ومآلها عن وضع مصر في الوقت الراهن- على نقاط معينة فلم اتفاجأ كثيراً بالرسالة التي تلقيتها عبر بريدي الالكتروني منهم صباح اليوم التالي للمقابلة الشخصية الثانية والتي كانت فحواها الرفض واختيار مرشح آخر بدلاً مني، وبالرغم من معرفتي السبب إلا أنني أرسلت إليهم طلباً في معرفة أسباب الرفض وأتبعت الرسالة بثانية بعد ثمانية أيام من سابقتها ثم الثالثة بعد تاريخ ارسال سابقتها بعشرة أيام فجاء الرد عذراً كنت في اجازة ولسة راجع/ة ولم أتفقد البريد الإلكتروني وسأتواصل معهم وأبلغك سبب عدم القبول، ولم يتم الرد فلم أتلق منهم شيئاً، فانتهيت بالرسالة الرابعة بعد حوالي ثلاثة أسابيع من سابقتها، وكل ذلك دون أي اهتمام أو رد على موضوع الرسائل حتى تاريخه، على كل حال لم أترك الدورة واستمريت بها إلى أن شاء القدر ليتم توثيق عبارة وأن ما تسعى إليه يسعى إليك.

شاء القدر وجذبني المغناطيس إلى مكان العقل والمنطق يقولان بأنه لا جدوى لوجودي فيه، ولكن بسبب حبي الشديد للاطلاع ودائما ما أقل لنفسي أن تواجدي في أي مكان يكون لسبب لا أعلمه وأكن في نفس الوقت متيقناً من أنني ساكتسب شئياً جديداً، لذلك ذهبت لحضور ملتقى توظيف محافظة الجيزة (لم يكن ملتقى توظيف ذا أهمية لعدم وجود فرص وظائف للقطاع القانوني به ولعدم وجود الشركات الكبيرة مرموقة السمعة، فكانت معظمها شركات ضعيفة المستوى) والذي انعقد في خيمة تم نصبها على أرض فضاء بجوار المطاحن والبنك الأهلي المصري - محطة الطالبية – شارع فيصل – محافظة الجيزة، فتوجهت إليهم حتى وصلت الملتقى وكانت أول القصيدة كفيلة بجعلي أتركها من أول بيت فيها، حيث استوقفني اثنان عند البوابة بمناسبة دخولي، أحدهم طلب تفتيش الحقيبة بحوزتي والآخر تلقائياً راح يفتشني وأنا في حالة ذهول، فقد حضرت العديد من ملتقيات التوظيف وهذه هي المرة الأولى التي أجد فيها جميع حاضري الملتقى التوظيفي يتم تفتيشهم شخصياً وتفتيش حقائبهم، وسرعان ما سألت من يقوم بتفتيشي شخصياً سؤالاً ممزوجاً بالتهكم والتعجب في نفس الوقت: انت بتعمل ايه!! ويرد بكل تلقائية وعفوية: بفتشك عادي، أنا: ده ليه؟! معلش هو أنا دخلت في حتة غلط، هو ده ملتقى توظيف، صح؟! ويرد: آه هو والتفتيش علشان ممكن يكون معاك سلاح ولا حاجه. أنا: !!!        

دخلت الملتقى وسرت في الأروقة في دهشة شديدة لما حدث للتو وظللت أفكر حتى اصطدمت بالاجابة أمامي فوجدت محافظ الجيزة وبعض كبار موظفي وزارتي الشباب والرياضة والقوى العاملة ولفيف من رجال وسيدات المحليات واقفين أمام الأضواء يتجاوبون معها بسلاسة ويعلقون: نحن هنا من أجل بناء وطن وتمكين الشباب وتفعيل دورهم ومن أجل بناء مستقبلهم،.....إلخ من هذه الكلمات الرنانة مع وجود عشرات الكاميرات، المهم أنني تجاوزت هذا الهراء والشو الاعلامي، تجاوزتهم ومررت بجميع أروقة الملتقى الذي احتوى على حوالي 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة قليلة الأهمية وشركة قروض حكومية وشركة دورات تدريبية على شاكلة: منحة مجانية وهتدفع رسوم تسجيل فقط ومبلغ تأمين مسترد ومبلغ المادة العلمية ورسوم حجز المكان ده غير رسوم اعتماد الشهادات اللي هتبقى معتمدة من جامعة كامبريدج، ومعظم الوظائف كانت ما بين خدمة العملاء، وسائقين، وقليلاً من وظائف المحاسبين، ووظائف المطاعم وما أكثر شركات الأمن والحراسة...إلخ ومن بين كل هذا جذبني المغناطيس نحو الذهب الذي كان لامعاً براقاً وسط حجارة سوداء في ليلة دامسة الظلام، كانوا ممثلي شركة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية هذا الصرح العظيم المنتشر في 85 دولة حول العالم ومعهم قابلت السيد الأستاذ/ مسئول التدريب وتحدثت معه بشأن الدورات التدريبية وورش العمل وعبرت عن رغبتي في الانضمام لأحدهما كما عبرت عن اهتمامي بالملكية الفكرية علم وعمل لذلك طلب مني كارت شخصي وأعطيته، ووعد بارسالي دعوة في أقرب ورشة عمل أو دورة تدريبية لهم أيهما أقرب كما طلب مني ارسال السيرة الذاتية كما قدموا لي كتاب طلال أبو غزالة-الصعود إلى القمة، ولا أعرف ماذا ينتظرني بعد؟ ما هي الخطوة التالية التي سيجذبني المغناطيس إليها عن الملكية الفكرية.

وهنا قد وصلنا إلى الخلاصة: 
فكرت في الملكية الفكرية، بعدها:
رأيتُ اعلان دورة تدريبية عنها تابع لأكاديمية الويبو
فسجلت
تذكرت كتاب لدي عن الملكية الفكرية
فطالعت
بصدد شرائي كتب قانون لزميل فوجدت كتاب عن براءات الاختراع
فاشتريت وطالعت
جاءني اتصال لمقابلة شخصية للعمل كمحامي تقاضي ملكية فكري
فذهبت
حضرت ملتقى توظيف، فوجدت من يمثل طلال أبو غزالة
فتحدثت واقتنيت وراسلت
طالعت جدول شهر مايو بمكتبة السفارة الأمريكية فوجدت ندوة IP Management
فسجلت وحضرت
وجدت تدريب لمدة يومان حول الملكية الفكرية بالجامعة الأمريكية
فسجلت

لا أدري ماذا بعد؟!!! ولكن تيقنت بعبارة
وأن ما تسعى إليه يسعى إليك What You Seek Is Seeking You -
قِس على ذلك كل ما يحدث في حياتك ليست فقط حياتك الأكاديمية أو المهنية وإنما جميع مناحي الحياة، فستجد أن كل ما تفكر فيه وتهتم به وتعطه مساحة من وقتك يأتي إليك مُرغماً مسخراً لاقتناصه ومواصلة سعيك، لتصل في النهاية إلى نتيجة مؤداها تحقيق هدفك وحلمك وأمنيتك، أيها الحالم الطموح المتفاؤل بغدٍ أفضل، غد تجد به كل ما صوره لك عقلك الباطن في الماضي من نجاح في العمل أو تفوق دراسي أو شهرة،..... إلخ مما كنت تعزم تحقيقه.

اسع ولا تقل الباقي على الله ولكن اترك الأمر كله لله.
اسع وتوكل على الله
من يستمر في طرق الباب يوشك أن يفتح له
أتعلم 
عزيزي القارئ أن السعي ليس فقط للرزق! نعم فهناك سعي وراء السعادة وذلك كما جاء بالفيلم الأمريكي الشهير الذي ننصح جداً بمشاهدته وهو The Pursuit of Happiness وهو فيلم مبني على قصة حقيقية ، بطل الفيلم هو الممثل الشهير Will Smith, acting as Chris Gardner
Ghris Gardner:  
“ I started thinking about Thomas Jefferson… the declaration of independence …and the part about our right to life, liberty and the pursuit of happiness. And I remember thinking, How did he know, to put the ‘pursuit’ part in there?
That maybe happiness is something that we can only pursue. And maybe we can actually never have it, no matter what, how did he know that?
Thomas Jefferson mentions happiness a couple times in the declaration of independence. May seem like a strange word to be in that document but he was sort of… He was an artist.     He called the English ‘the disturbers of our harmony’ 

ما جاء بهذا الفيلم تظنه وحي من خيال المؤلف، فلا يعقل أو يصدق أن يحدث هذا في العالم الحقيقي – ولكن صدقني ستصدم عندما تعلم أن الفيلم مبني على قصة حقيقية !!

إن كانت ظروفك لا تسمح لك بالمضي قدماً نحو ما تأمل أن تكون عليه، نحو ما خططت له مراراً وتكراراً،
إن كانت لديك مشاكل تعيق تقدمك لتخطو خطى النجاح والتفوق الذي رسمته لنفسك،
إن كانت لديك أسباب تمنعك من مواصلة السعي والاستمرار في طرق الباب الذي يقودك نحو عالم لطالما حلمت بتواجدك فيه،

فأنصحك وأدعوك وأرجح لك بشدة مشاهدة هذا الفيلم الذي سيجعلك تبكي على ما آل إليه حال Chris Gardner  في معظم المواقف وتتعاطف معه بشده بسبب الأزمات الطاحنة والضربات الموجعة والظروف القاسية التي عاشها وتلقاها حتى من أقرب الناس إليه بدءًا من زوجته التي استهزأت به وبكلامه وتركته وحيداً وسط المعركة وبالرغم من افلاسه مرات ومرات فقد صمم على الاحتفاظ بحضانة ابنه كريستوفر ليبقى معه وليعوله ليقوم بكافة أوجه العناية له بدءًا من استيقاظه في الصباح الباكر ليدخله دورة المياه ويجعله يغسل أسنانه ويقم بتغيير ملابسه ويعد له الافطار ويصطحبه للحضانة التي عانى أشد المعاناة من دفع مصاريفها،.....إلخ من أشكال الرعاية والعناية بطفله الصغير ليبدأ يوم عمله الشاق،.......إلخ من الأحداث الشيقة المحزنة تارة والمؤلمة المبكية تارة أخرى، ووسط كل هذه الأحداث يتعجب Chris Gardner من توماس جيفرسون كاتب اعلان الاستقلال الأمريكي الذي كتب في هذه الوثيقة في الجزء الخاص بالحق في الحياة والحق في الحرية والسعى وراء السعادة وذكر هذا الحق الأخير مرتان بالوثيقة، فيتعجب لكونه استخدم مصطلح السعي مع السعادة، ويقل لنفسه كيف عرف ذلك...... مصطلح السعي يبدوا غريباً ليُذكر مرتين في هذه الوثيقة بالذات.... ويصفه بالفنان.


















While shooting some hoops with his son Christopher (Jaden Smith), Chris Gardner (Will Smith) makes a casual statement to his son that he will never be great in basketball as he himself (the father) is below average. Upon seeing how dejected little Christopher is, the father realised his blunder and told his son:
“Hey. Don’t ever let somebody tell you… You can’t do something. Not even me. Alright? You got a dream… You gotta protect it. People can’t do something’ themselves, they wanna tell you you can’t do it. If you want something’, go get it. Period.”
Watch how the father redeem himself in the short video abstract:

DON’T EVER LET SOMEONE TELL YOU THAT YOU CAN’T DO SOMETHING – THE PURSUIT OF HAPPYNESS


ما أود قوله هو أن حياتك لن تكون بائسة كما كانت حياة Chris Gardner في حقبة الثمانينات حتى استطاع
تأسيس شركة باسمه في مجال الأوراق المالية فأصبح المؤسس والمدير التنفيذي ورجل الأعمال الملياردير
وصاحب المبادرات والعطاءات الخيرية والمؤلف.
حقاً وأن ما تسعى إليه يسعى إليك ليست بعبارة رنانة فقط ولكنها فعالة إلى أقصى مدى بقدر رنانتها!!

The Pursuit Of Happyness - Ending scene



اسع ولا تقل "عملت اللي عليا والباقي على الله"
ولكن اترك الأمر كله لله.
اسع وتوكل على الله
من يستمر في طرق الباب يوشك أن يفتح له

بسم الله الرحمن الرحيم " فإن مع العسر يسرا – إن مع العسر يسرا " صدق الله العظيم

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. ماشاء الله حضرتك فعلا أستاذ و اتمني اتعلم من حضرتك الكثير و الكثير .

    ردحذف
    الردود
    1. العفو العفو، يشرفنا متابعتكم وطيب حديثكم. تستطيعون التواصل معنا حال أردتم المساعدة بشأن شيئ ما.

      حذف

إرسال تعليق